كل سيدة مصرية شاطرة قادرة على وضع سياسات اقتصادية لميزانية منزلها، هذا في الظروف العادية.
أما في الظروف غير العادية والتي نعيشها الآن من ارتفاع مذهل في الأسعار والتي تتزايد طرديًّا مع ثبات الأجور يضع ذلك الأسرة المصرية في مأزق لا تحسد عليهز
خصوصًا مع دخول شهر رمضان الكريم والذي يليه العيد ثم المدارس.. إذن ما الحل الآن؟
خبراء الاقتصاد يستفيضون كثيرًا ويتشدقون بكلام مطاط لا يُقدم ولا يؤخر مع السيدة المصرية التي لا ترى أمامها الآن حلاًّ يرضيها سوى الاقتصاد والاقتصار في المصاريفز
بل وإلغاء بنود مهمة وضرورية في الميزانية في الطعام والشراب والياميش واللحوم وحتى الخضراوات بما يتناسب مع الميزانية المتوسطة.
خلاصة تجارب اقتصادية:
لذا سيكون هذا التحقيق هو عبارة عن خلاصة تجارب لسيدات ماهرات في الاقتصاد المنزلي، وكيفية عمل الميزانية، وكيفية إيجاد بدائل رخيصة لتفادي المصاريف الباهظة.
في البداية إذا قامت أي سيدة بجولة في السوق ستصاب بذعر شديد من ارتفاع الأسعار المفاجئ والرهيب والحجة هي شهر رمضان وكل سنة وأنتم طيبون.
فمثلاًً كيلو الطماطم بين ليلة وضحاها تحول سعره من جنيه ونصف إلى 5 جنيهات, وكيلو البطاطس بالمثل, وكيلو الفاصولياء الخضراء من 3 جنيه إلى 7 جنيهات.
وكيلو الأرز من 4 جنيهات إلى 6 جنيهات, وكيلو البامية 9 جنيهات بعد أن كان بـ4 جنيهات, والخيار أصبح سعره 5 جنيهات للكيلو.
وتلك بعض الأمثلة لأسعار الخضار. أما بالنسبة للفاكهة فأعتقد أن الأسر الفقيرة سيمحون تمامًا بند الفاكهة من ميزانيتهم فكيلو العنب أصبح سعره 8 جنيهات والمانجو 12 جنيهًا وبالمثل بقية أسعار الفاكهة.
جشع التجار:
واجهت العديد من تجار الخضار والفاكهة بسؤال: لماذا ترفعون الأسعار ارحموا الناس؟
في الغالب كان ردهم واحد وهو أن تاجر الجملة رفع السعر علينا، وأن هناك تجارًا يحتكرون البضائع ويخزنونها حتي تشح في السوق ثم يطرحونها أضعاف أضعاف سعرها ويقسمون بأن مكسبهم زهيد وأنهم لا دخل لهم بذلك.
والبعض أحيانًا يقحم الثورة في الموضوع، معللاً بأنها السبب وراء ارتفاع الأسعار وقد أغضبت البعض حينما لمحت لهم بأن جشعهم هو السبب وراء ارتفاع الأسعار وتفاقم الأزمة.
أسعار اللحوم نار في رمضان:
أبدت الكثير من السيدات المصريات استعدادهن للتكيف مع الحالة الاقتصادية لبيوتهن بما يتناسب مع الدخل وحجم المصروفات..
ففي البداية تشير الدكتورة انشراح خليل بقسم صحة الحيوان بمعهد بحوث صحة الحيوان إلى أن الأكثر تكلفة في ميزانية البيت المصري هو اللحوم بشتي أنواعها وبالذات في رمضان.
وأضافت من عاداتنا التنوع في الأطعمة التي تحتوي على اللحوم خصوصا في العزومات في رمضان بل تتباهي كل أسرة بما قدمته من لحوم ودواجن على السفرة.
كما أن السيدة المصرية قادرة على التكيف مع أوضاعها المالية بل أحيانًا نندهش أنها رغم الضيق المالي الذي تمر به بعض الأسر فإن هناك من السيدات من يستطعن الادخار!
حلول بديلة:
وأجد أن الحلول البديلة مثل استبدال اللحوم بالفول الصويا لم تلق إعجابًا كثيرًا، خصوصًا في الأسر الفقيرة والمتوسطة وبما أن اللحوم البلدي وصل سعر الكيلو منها ما بين 65- 75 جنيها.
فإن الحل الأمثل لاستبدال اللحوم البلدي هو اللحوم المستوردة المجمدة أو المبردة أو التي تم استيرادها كحيوانات حية وتم ذبحها في العين السخنة والتي تباع بالشوادر والمجمعات الاستهلاكية.
وطمئنت د. انشراح المواطن المصري أن هذه اللحوم المستوردة تمر بسلسلة من الاختبارات والفحوصات بمعامل وزارة الزراعة بقسم صحة الحيوان وبمعامل وزارة الصحة وأيضًا بمعامل الهيئة العامة للصادرات والواردات.
وكل هذه الاختبارات تجيز هذه اللحوم وتؤكد صلاحيتها للاستهلاك الآدمي وهذه اللحوم تحتوي على كل الفوائد والعناصر الغذائية اللازمة لصحة الإنسان ولا يتعدى سعرها 40 جنيهًا.
كما نصحت انشراح باللحوم الجملي وهي مفيدة من الناحية الصحية وأيضا العديد من ربات البيوت يفضلنها ككفتة, وبالتالي إذا استطاعت أي سيدة أن تستعيض بهذه الأنواع التي ذكرناها فيمكن أن توفر في ميزانيتها وأن تحاول جاهدة بأن تستخدم اللحوم بشكل غير متكلف فلا داعي أن نطهو أكثر من نوع من اللحوم على السفرة في يوم واحد.
ادخري عشرة جنيهات في اليوم:
تتعدد طرق وضع ميزانية للمنزل المصري من سيدة لأخرى، وكل منهن ترى أن طريقتها هي الأمثل في التعامل مع دخل أسرتها وترى مروة عبد الحفيظ موظفة أنها تدخر عشرة جنيهات يوميًّا من مصروف البيت وتشتري بهم مثلاً بصلاً وتفرمه وتخزنه أو تشتري كرنبًا وتسلقه وتقطعه وتحفظه في أكياس بلاستيك.
وفي اليوم التالي تشتري مثلاً طماطم وتحفظها بالفريزر ثم أنواع الخضار المختلفة مثل الفاصولياء والملوخية والبامية وهكذا بالتوالي تشتري الدقيق أو السكر أو المكرونة. أما بالنسبة للسوبر ماركت فلقد ادخرت مبلغًا خلال الشهور الماضية و اشتريت الياميش واللحوم والسمن والزيت وبعض العصائر.
وتشير مروة عبد الحفيظ إلى عدة طرق توفر في النفقات مثل أن تشتري فرختين وتخليهما من الكبد والقوانص أما الصدور فتطلب من البائع أن يجهزها لها قطع بانيه والوراك شيش طاووق وبالتالي فهي توفر في حالة لو اشترت من البائع بانيه أو شيش طاووق جاهز سيكون سعرهما مرتفعًا.
وتؤكد أن طريقة تجهيز الفاكهة والخضار وحفظهما في الفريزر قبل شهر رمضان بفترة تجنب أي سيدة أن تشتري في رمضان بأسعار مضاعفة ناهيك عن مضيعة الوقت في التجهيز.
الأكل الفائض في رمضان:
أما آمال مغاوري ربة منزل فتؤكد أننا أكثر الشعوب التي لا تستفيد بالأكل الفائض، والمشكلة أننا نطهو كميات كبيرة من الأكل دون عمل حساب للفائض خصوصًا في العزومات في رمضان والذي في الغالب يكون مصيره سلة المهملات.
وهناك عدة طرق تقترحها آمال للاستفادة من الفائض أولا يجب الاستعانة بعدة علب بلاستيك مخصصة لحفظ الطعام في الفريزر أو الديب فريزر وعقب كل عزومة ستتبقي كمية كبيرة من الطعام أولاًً: احفظي الخضار المطبوخ كلاًّ على حدة في علبة بلاستيك على أن يتم تسخينه في اليوم الثاني مع التجديد في نوع الشوربة أو السلطة.
أيضًا اللحوم يتبع معها الشيء نفسه, وعلى كل سيدة أن تحاول أن تخرج من الفريزر الكمية فقط التي تكفيها من الأكل السابق حفظه خصوصًا أن الأطعمة المحفوظة من الصعب إعادتها مرة أخرى لحالة التجميد حيث ستفقد العديد من فوائدها الصحية.
أما بالنسبة للخبز فيمكن أن تحفظه بكميات في الفريزر وتأخذ منه حسب حاجتها، وكذا الفواكه الفائضه والتي زادت درجة نضجها على الفور يمكن للسيدة أن تصنع منها عصيرًا أو مربى وتحفظها في الثلاجة.
كما يحفظ الشربات الفائض من عمل الحلويات في الثلاجة حتى يسهل عليها استخدامه في المرة المقبلة، وأخيرًا هناك طريقة مفيدة جدًّا وإنسانية جدًّا وهي الاستفادة من الطعام الفائض بأن تتصدقي به لأي شخص فقير من المحيطين بك.
لا للمستورد في رمضان:
وتؤكد الدكتورة نادية أبو سكينة أستاذ الاقتصاد المنزلي أن العديد من السيدات تبهرهن الآن المأكولات التي نستورد أفكارها عبر شاشات الفضائيات.
فما زالت المنتجات المصرية من خضار وفاكهة وياميش هي الأقل سعرًا وأكثر فائدة، فأنواع كثيرة من المأكولات المستوردة يتم رصها على أرفف السوبر ماركات الكبيرة حتى الشوربة والصوص موجودة جاهزة وباهظة السعر.
وهناك العديد من السيدات أعجب بهن في تصيدهن لأوقات معينة في السنة تكون فيها أسعار الفاكهة والخضراوات معقولة فيشترين ويقمن بحفظها في الفريزر وفي الغالب يكاد لا يخلو أي بيت مصري من ديب فريزر والذي يكون مناسبًا للغاية وذا سعة أكبر من فريزر الثلاجة العادي لحفظ الأطعمة وعلى كل سيدة أن تتكيف مع ميزانيتها دون تكلف أو زيادة أعباء أسرتها.
الكاتب: نجوي درديري
المصدر: موقع أون إسلام، نقلاً عن ملف منشور بجريدة نصف الدنيا بتاريخ الجمعة 29 يوليو 2011م